18 ديسمبر 2022
عَرِفت الموهبة طريقها
إلى أنامل الفنان علي عبدالرحمن البداح منذ نعومة أظافره، فكتب أول لوحة خط عربي
على حائط غرفته، ليبدأ رحلته الإبداعية في عالم فن الخط منذ ذلك الحين. ومن خلال
لوحاته الذاخرة بالفن والألوان والخامات الرائعة، شق الطريق ومثَّل الكويت في
المحافل الدولية والعالمية، ليكسر تلك المقولة التي تزعم بأن فن الخط جامد!
استطاع الفنان علي
البداح أن يترك بصمته في العديد من الأماكن الهامة بلوحاته التي تتضمن آيات من
القرآن الكريم وأبيات من الشعر وبعض من الأمثال، حيث يتزين مكتب صاحب السمو في قصر
السيف بلوحتين من أعماله منذ عام 1998.
وبمناسبة اليوم العالمي
للغة العربية، التقينا بالفنان الخطاط علي البداح، الذي حدثنا عن رحلته في عالم
الخط العربي وقدم لنا مكنونات عن ثروة اللغة العربية... تعرفوا عليها في السطور
القادمة...
1- حدثنا عن
بداية المشوار... كيف بدأت رحلتك مع الخط العربي؟
كان والدي -رحمه الله- مِن
أشهر مَن عملوا بمهنة التدريس في الكويت، حيث بدأ كمدرس ووصل إلى ناظر خلال 42 عام
من العمل في مجال التربية والتعليم، وكان خال والدي المؤرخ الكويتي الأول
عبدالعزيز الرشيد البداح الذي كتب تاريخ الكويت، فنشأ والدي في بيئة تهتم باللغة
العربية، وكان خطه جميل جداً، فنشأت أنا أيضاً في هذه البيئة الثرية.
وفي الصف الأول
الابتدائي كنت طالباً متفوقاً، وحصلت في عيد العلم على شهادة التفوق، التي قام
والدي بتعليقها في غرفتي لتشجيعي، وبعدها حاولت تقليد خط الأستاذ عبدالغني
الأفوكاتو الذي كتب شهادة التفوق الخاصة بي، وكتبت على حائط غرفتي: "قررت
مدرسة الرشيد منح الطالب علي عبدالرحمن البداح جائزة التفوق". وعندما انتهيت
من الكتابة اكتشفت أن أبي وأمي يقفون خلفي ويشاهدون ما أقوم به، حينها كنت متأكداً
من أن والدي سيقوم بضربي حيث كان حازماً وصارماً، ولكني فوجئت بأنه يثني على خطي
لوالدتي، وعندما التفت له وجدته يبتسم.
حينها بحث والدي عن أفضل
المدرسين في مادة اللغة العربية، ليعلموني أساسيات الخط العربي، وكان خطهم غاية في
الروعة، وبالفعل تعلمت منهم وتأثرت بهم، وكنت أعشق حصة الخط بسببهم، إلى أن كبرت
وبدأت أبحث عن الكتب المتخصصة في الخط العربي، وتوصلت إلى كراسة هاشم البغدادي التي
انبهرت بها وتعلمت منها قواعد الخط العربي.
2- ما الذي جذبك
إلى الخط العربي؟
العامل الأول كان تشجيع والدي
واهتمامه بتوفير المدرسين المتميزين في الخط العربي لي، كما أنني شعرت بأن الخط
العربي يساعدني في إبراز هويتي كمسلم وعربي.
3- قلت أن
أبنائك ورثوا عنك موهبة الخط الجميل... هل تخصصوا في الخط العربي؟
لا، فعلى الرغم من أن
خطهم جميل بالفعل، إلا أن أحدهم تخصص في المالية والآخر في المحاسبة، والآن مع
مشاغل العمل والحياة تضاءل اهتمامهم بالخط العربي.
4- هل مهنة
الخطاط تعد حكراً على الرجال؟
هناك عدد كبير من
الخطاطات المتميزات، ولابد أن أنوه إلى أن النساء أكثر دقة وصبر أكثر من الرجال، ولذلك
برزت النساء تاريخياً في فن الزخرفة، بينما يحتاج فن الخط إلى قوة ويد غير مرتجفة،
ولذلك برز الرجال في فن الخط، ولكن هذا لا يعني أن فن الخط العربي حكر على الرجال أو
أن فن الزخرفة حكر على السيدات.
وقد قمت بتأسيس وحدة
خليجية من فناني الخط العربي، وأطلقت مجموعة "إرث- الكويت" عام 2019 وتتضمن
7 رجال و 7 نساء.
5- نصيحة للشباب
والفتيات ممن يفكرون في التخصص في الخط العربي...
أقول لهم أن الخط العربي
يتطلب الصبر والمران، وأن يتعاملوا مع فن الخط بحب، فكل شيء يتم التعامل معه من
جانب الحب سيتم إتقانه.
6- هل يستطيع كل
من يملك خط جميل أن يصبح خطاطاً؟
هناك فرق بين فن الخط
العربي والكتابة العادية، حيث أن أغلب الخطاطين لا يمتلكون خطاً جميلاً في الكتابة
العادية السريعة، فلا يوجد علاقة بين حُسن الكتابة وفن الخط العربي.
7- هل يحظى الخط
العربي باهتمام؟
لا يزال يحتاج الخط
العربي المزيد من الاهتمام، كما يجب زيادة الاهتمام بتدريس الخط في المدارس،
والعناية بكراسات الخط العربي، كما أنه لابد أن يكون هناك حصص تربية خطية مثل
التربية الفنية والبدنية والموسيقية.
8- هل هناك
إقبال على اقتناء وشراء لوحات الخط العربي؟
نعم، ولا يقتصر هذا
الإقبال على الدول العربية فقط، فمتذوقي لوحات الخط العربي كُثر في الدول الأجنبية
أيضاً، حيث تشهد لوحات الخط العربي التطور دائماً بما يتماشى ويتناسب مع روح العصر
الذي نعيشه.
ومن لوحاتي التي أعتز
بها، لوحتين تم تعليقهم في مكتب حضرة صاحب السمو الأمير في قصر السيف منذ عام
1998.
9- حدثنا عن
المعرض الذي سيقام في الأڨنيوز في شهر ديسمبر...
بمناسبة اليوم العالمي
للغة العربية، سأقيم أنا ومجموعة "إرث- الكويت" معرض "أيام اللغة
العربية" في الأڨنيوز ابتداء من 14 وحتى 19 ديسمبر، وسيتضمن هذا
المعرض عرض العديد من لوحات الخط العربي، كما سيتضمن ورشات عمل حية أمام الزوار من
الكبار والأطفال.
10- حدثنا عن أهم
الجوائز التي حصلت عليها؟
أتذكر أول جائزة حصلت
عليها عام 1983 من المعرض الأول للخط العربي في جامعة الكويت وفزت بالدرع الأول وجائزة
الريشة الذهبية، وفي عام 1986 حصلت على الدرع الأول من المعرض الثاني للخط العربي
من جامعة الكويت، وفي عام 2001 حصلت على جائزة السعفة البرونزية في سلطنة عمان، وفي
عام 2013 حصلت على جائزة السعفة الذهبية في سلطنة عمان أيضاً، وحصلت عام 2002 على
جائزة في إيران من بين 3150 لوحة و 2100 خطاط من 48 دولة، وتم اختيار 30 شخص فقط
من بينهم أنا، وفي عام 2004 حصلت على المركز الأول في فن الخط العربي في بينالي
الخرافي الأول للفنون، وفي عام 2009 شاركت في مهرجان في أبو ظبي لم يسبق أن فاز
فيه أي خليجي حينها وفزت بجائزة البردة.