طبيب اختار أن يجعل من مهنته رسالة إنسانية، فكان من أوائل الذين دخلوا عالم "السوشيال ميديا" لنشر التوعية والثقافة الصحية، كما أنه من الشخصيات الاجتماعية الناشطة في مجال العمل التطوعي.

تصدر الدكتور أحمد عبد الملك، أخصائي طب العائلة، قائمة الأطباء الذين ساهموا -ومازالوا- في التصدي للخرافات الطبية والمعلومات المغلوطة حول فيروس كورونا منذ بدايته وغيره من المعلومات الطبية، وذلك من خلال تقديم العديد من الفيديوهات والمعلومات والنصائح التي ساهمت في نشر الوعي.

وأوضح د. عبد الملك في حواره مع " الأڤنيوز  انسايدر"، أن على الطبيب الوقوف في مساحة وسطية بين "التهويل" و"التهوين"، كما قدم النصائح لكل من الموظفين والطلاب للحفاظ على صحتهم  خلال التواجد في مقار العمل والمدارس، وخاصة مع فصلي الخريف والشتاء.

كما أكد الدكتور أحمد عبد الملك على أن "التسوق" من قواعد الصحة والسعادة... وإلى نص الحوار:

1-    تشتهر بأنك من أنشط الأطباء على "السوشيال ميديا" وتسعى لنشر الثقافة والتوعية الصحية بصورة إيجابية.. حدثنا عن بدايتك مع "السوشيال ميديا"...

أنا من أوائل الذين دخلوا عالم "السوشيال ميديا" لنشر التوعية الصحية، وقد بدأت القصة عندما كنت أجلس مع أصدقائي وكانوا يدخنون "الشيشة" التي كانت تتنقل فيما بينهم، ويعد هذا السلوك خاطئًا لعدة أسباب، أبرزها أنه يتسبب في نقل الأمراض مثل نزلات البرد، النزلات المعوية وأيضًا إمكانية نقل أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي، بالإضافة إلى الأمراض الأخرى. فما كان مني إلا أن التقطت صورة لـ "الشيشة" ونشرتها على حسابي في الانستغرام، وكتبت: "الشيشة ناقل رسمي لأمراض البرد والتهاب الكبد الوبائي"، وخلدت إلى النوم بعدها، واستيقظت في صباح اليوم التالي ووجدت هناك تفاعل وتعليقات ومتابعين جدد انضموا إلى حسابي... ومن هنا كانت البداية.

2-    تعرِّف نفسك على "تويتر" بأنك طبيب صاحب رسالة إنسانية... ما هي رسالتك؟

أشعر وكأنني وجدت نفسي في مجال "التوعية الصحية"، ومثلما يقول البعض أنه عندما يفتح الله لك بابًا، يجب أن تُكمل الطريق إلى آخره، فالله في بعض الأحيان يُبارك في مال الشخص، وفي أحيان أخرى يُبارك في علمه، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُبارك في علمي.

أما عن الرسالة الإنسانية، فقدت قمت بالعديد من الرحلات الطبية في جميع أنحاء العالم لأُقدم يد العون والمساعدة برفقة آخرين، وذهبت إلى كل من: "غزة، بنجلاديش، جيبوتي، تشاد وكينيا"، كما ذهبنا إلى الحدود السورية الأردنية والحدود التركية السورية في إبان الأزمة السورية، حيث أنني على قناعة بأن الطب هو رسالة إنسانية للجميع، بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق.

"الطب رسالة إنسانية للجميع، بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق"

3-    أصدرت كتاب "خرافات طبية"... حدثنا عن أشهر الخرافات الطبية التي تحدثت عنها...

"الخرافات الطبية" بدأت معي مبكرًا، حيث أصابني في الصغر "قصر النظر"، فما كان من والدتي إلا أنها قامت بإعداد كوب من عصير الجزر وأخبرتني بأنه يُساعد على تقوية النظر، واستمريت في تناول عصير الجزر بالإجبار لمدة عام كامل، وبعد مرور عام ذهبت أنا ووالدتي لمحل النظارات، وجلست والدتي تنتظر الخبر السعيد بأنني لا أحتاج إلى نظارة، وإذا بأحد العاملين في المحل يخبر والدتي بأن نظري قد زاد سوءًا، ومن هنا بدأت رحلتي مع الخرافات الطبية.

وكتاب "خرافات طبية" هو أول وأعز كتاب على قلبي، حيث رصدت به مجموعة من الخرافات الموجودة في مجتمعنا، منها: "الجزر يقوي النظر والشاي الأخضر يُساعد في إنقاص الوزن" والعديد من الخرافات الأخرى.

4-    حدثنا عن كتاب "موزة صفراء أم خضراء"...

لا يتحدث كتاب "موزة صفراء أم خضراء" عن الموز، ولكنه يُناقش الخيارات الغذائية، مثل "موزة خضراء أم صفراء"، "كولا عادية أم كولا دايت"، "كاتشب أم مايونيز"، حيث يناقش الكتاب كيفية تحديد الاختيارات مع رحلة غذائية صحيحة.

وقد بدأت قصتي مع هذا الكتاب، عندما دعاني أحد الأصدقاء على العشاء الذي كان يتضمن "أرز مع لحم"، فإذا بأحد الحاضرين يقول بأنه يتبع نظامًا غذائيًا لإنقاص الوزن، ورفض تناول الأرز وقال بأنه سيتناول الخبز، فخرجت مني ضحكة، لأنه وفقًا للميزان الغذائي فالأرز أفضل وأخف على المعدة وأقل في السعرات الحرارية من الخبز، ومن هنا جاءتني فكرة كتاب "موزة صفراء أم خضراء".

أما سبب اختيار عنوان "موزة صفراء أم خضراء"، هو أنني وجدت العنوان يتماشى مع صورة الموزة التي اقترحها علي المصور الشهير "أبو النمر"، وأخبرني حينها بأن صورة الموز سوف تجذب الأنظار.

5-    اذكر لنا بعض من قواعد الصحة الخمسون...

أن يهتم الإنسان بغذائه من ناحيتين، "الناحية النوعية" و"الناحية الكمية"، حيث يمثل الغذاء العنصر الأساسي لتحديد صحة الإنسان، بينما تمثل الرياضة والحركة العنصر الثاني من عناصر الصحة، فيجب على الإنسان أن يحافظ على مقدار منتظم من الحركة يوميًا.

أما العنصر الثالث فيتمثل في متابعة الطبيب الدورية كل عام أو 6 أشهر على الأقل لإجراء الفحوصات الدورية.

"من واقع خبرتي كطبيب، أستطيع القول بأن التطعيم أثبت أنه أفضل حماية من فيروس الكوفيد"

6-    ما هي النصائح التي تقدمها لكل من الموظفين والطلاب للالتزام بها خلال التواجد لمقار العمل والمدارس؟

في البداية أود التأكيد على أن عودة الطلاب لمقاعد المدرسة أمر ضروري  جدًا، ليس من أجل التحصيل العلمي فقط، وإنما لتنمية المهارات السلوكية والتفاعلية والحياتية لديهم أيضًا، كما أؤكد على ضرورة تطعيم الطلاب من عمر 12 عام وأكثر لحمايتهم وحماية الكادر التدريسي وكادر الخدمات في المدرسة وحماية أسرهم أيضًا.

كما أوصي الطلاب بضرورة التزام الطلاب بارتداء الكمامة وبالاشتراطات الصحية التي لازالت مطلوبة من تباعد جسدي بين الطلاب والمدرسين داخل الفصل المدرسي أو غرف تناول الطعام أو المسجد أو في غرف الانتظار، وأنصحهم بعدم التساهل في أي من هذه الاشتراطات.

وبالنسبة للموظفين، أؤكد أيضًا على أن يكون الجميع مطعمين، حيث أثبت التطعيم أنه يمثل أفضل حماية من فيروس الكوفيد، كما أنصح الموظفين بضرورة الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي بين الزملاء والزميلات وأيضًا المراجعين في مقر العمل مع وجود فواصل زجاجية أو بلاستيكية بين مكاتب الزملاء المفتوحة.