05 أكتوبر 2023
الصحة
أمانة... اهتموا بها" بهذا الكلمات اختتم الدكتور فيصل التركيت، استشاري علم الأورام ورئيس وحدة
سرطان الثدي بمركز الكويت لمكافحة السرطان، حواره معنا الذي
أكد من خلاله أن هناك علاقة طردية بين مرض السكري وسرطان الثدي، وتحدث معنا حول
مسببات سرطان الثدي الرئيسية لدى المرأة ومن أبرزها الحزن والاكتئاب وأسلوب الحياة
غير الصحي.
كما شدد
التركيت على ضرورة الكشف المبكر، وأوضح حقيقة العديد من المفاهيم حول سرطان
الثدي... وإلى نص الحوار:
إلى أي
مدى ساهمت توعية السيدات بالكشف المبكر عن سرطان الثدي في رفع نسب نجاح العلاج؟
على
الرغم من تحسن نسب علاج سرطان الثدي في
الكويت بسبب التوعية، ولكننا للأسف لم نصل حتى الآن إلى معدلات توعية مرتفعة
بالمقارنة بالمعدلات العالمية.
فسابقًا
كانت نسبة اكتشاف إصابة السيدات بسرطان الثدي في المراحل الأولى 13%، ومع التوعية
بأهمية الفحص الذاتي والكشف المبكر ارتفعت هذه النسبة إلى 40%، ولكننا نهدف إلى أن
نصل إلى نسبة 70% مثل المعدلات العالمية.
ودائمًا ما نؤكد على أن الفحص الذاتي والكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء يُساعد على نجاح العلاج، فقد لا تحتاج المريضة في المراحل المبكرة إلى تلقي علاجات شديدة مثل الكيماوي، أو الخضوع لعملية جراحية، وقد نلجأ فقط إلى استئصال الورم دون الاستئصال الكلي للثديين.
هل
الوراثة أو العادات الخاطئة تمثل عوامل أساسية في الإصابة؟
يرجع
سبب الإصابة بسرطان الثدي إلى الوراثة بنسبة 5% فقط من حالات الإصابة، حيث لا تعد
الوراثة سببًا رئيسيًا لأمراض السرطان.
ولكن يعد
أسلوب الحياة غير الصحي والعادات الخاطئة أحد المسببات الرئيسية للإصابة بسرطان
الثدي ومرض السكري، وهو ما يعني أن هناك احتمالية كبيرة لإصابة مريض السكري
بالأورام.
ولذلك
دائمًا ما ننصح باتباع أسلوب حياة صحي لتجنب الإصابة بالأورام السرطانية،
والابتعاد أو التقليل من اللحوم الحمراء والدهون والسكريات، وتجنب تناول الأطعمة
السريعة والمصنعة، وممارسة الرياضة يوميًا.
هل يمكن
للسيدة المصابة بسرطان الثدي الانخراط في العمل والحياة الاجتماعية خلال رحلة
العلاج؟
تختلف
علاجات السرطان في الوقت الحالي عن السابق، حيث تسمح للسيدة المصابة بسرطان الثدي
بممارسة حياتها بشكل طبيعي إلى حد ما، ودائمًا ما نشجع المصابات أن يمارسن حياتهن
بشكل طبيعي وأن يذهبن إلى العمل حتى في حالة الخضوع للعلاج الكيماوي.
هل للصحة
النفسية عامل في العلاج والشفاء من سرطان الثدي؟
تعد
الحالة النفسية للمريضة عاملًا أساسيًا خلال رحلة العلاج، ودائمًا ما أنصح المصابة
بسرطان الثدي بضرورة أن تكون قوية ومهيئة للعلاج ومستعدة لمواجهة المرض ومحاربة
الخلايا السرطانية، وذلك لأن العلاج لن يكون مجديًا إذا كانت المصابة ضعيفة نفسيًا
وذهنيًا، بل قد يزيد من تدهور حالتها الصحية، وهذا شيء مثبت علميًا، لأن مناعة
الجسم تقل إذا كانت نفسية متلقي العلاج سيئة، ويكون الجسم غير قادر على محاربة
المرض.
ومن
مسببات الأورام السرطانية التي ألاحظها، أن تكون المصابة تمر بفترة اكتئاب أو حزن،
حيث تكون مناعة الجسم في فترة الاكتئاب أو الحزن ضعيفة جدًا وغير قادرة على محاربة
الأورام والخلايا السرطانية.
السيدة
لا تحتاج للكشف الدوري على منطقة الثدي قبل سن الـ ٤٠.
غير
صحيح، لدي حالات سرطان ثدي من النساء في عمر الـ 24 والـ 30 عام، ولذلك ندعو
النساء قبل عمر الـ 40 عام لمراجعة الطبيب أول بأول وإذا شعرت بوجود أي تغيرات في
الثدي، مثل اكتشاف حبة بحجم الفولة، أو تغير في لون البشرة، أو خروج إفرازات من
الثدي، أو وجود غدد تحت منطقة الإبط.
كما نشجع
السيدات قبل عمر الـ 40 عام على الفحص من خلال عدة أنواع من الأشعة، ولا ننصح
بالفحص بأشعة "الماموجرام" في العمر الأقل من 40 عام حيث لا يوفر صورة
واضحة لأن طبيعة الثدي يكون كثيفًا لدى النساء في هذه المرحلة العمرية.
سرطان
الثدي قاتل.
غير
صحيح، 90% من سرطان الثدي غير قاتل، وممكن أن تصل هذه النسبة إلى 99% في الحالات
التي يتم اكتشافها مبكرًا.
فرص
الإصابة بسرطان الثدي ترتفع لدى السيدات المتزوجات أكثر من الآنسات.
غير
صحيح، حيث ترتفع فرص الإصابة بسرطان الثدي لدى المرأة كلما زادت مدة التعرض لهرمون
الأنوثة "الاستروجين" عند البلوغ المبكر وانقطاع الدورة الشهرية
المتأخر، كما يتوقف التعرض لهرمون الاستروجين خلال فترة الحمل والرضاعة لمدة
عامين، لأن المرأة التي تُرضع طفلها رضاعة طبيعية كاملة تتوقف الدورة الشهرية
لديها، وبالتالي يتوقف معها التعرض لهرمون الاستروجين.
الفحص
بأشعة الماموجرام مؤلم جدًا.
الفحص
غير مريح وليس مؤلمًا جدًا، لأن فنية أشعة الماموجرام تضغط على الثدي للحصول على
صور واضحة له، ولكن فائدة هذا الفحص كبيرة جدًا، فهو بمثابة حزام الأمان بالسيارة
الذي قد يكون غير مريح، ولكن لابد منه لأنه يحمي من الوفاة في بعض الأحيان، وكذلك
مسحة كورونا التي قد تكون مؤلمة ومزعجة ولكنها ضرورية أيضًا.
أشعة
الماموجرام تسبب الإصابة بالسرطان.
غير
صحيح، فإلى الآن لم تثبت أي دراسة بأن أشعة الماموجرام تسبب الإصابة بسرطان الثدي،
خاصة إذا خضعت لها المرأة بعد عمر الـ 40 عام كل عام أو عامين.
وتعادل الأشعة المقطعية ٣٠٠-٤٠٠ أشعة صدر، بينما
يعد "الماموجرام" أكثر بقليل من أشعة الصدر، وقد تخضع المرأة لأشعة
الصدر من 3 إلى 4 مرات في السنة، ولكنها تخضع لأشعة "الماموجرام" مرة
واحدة فقط كل عام أو عامين.